التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis

د. باسم مرقص

نبذة عن التهاب القولون التقرحي

– التهاب القولون التقرحي هو التهاب مزمن و متكرر في القولون والمستقيم.

– تصاحب الالتهابات عادة تقرحات في الجزء المصاب، و قد يصيب كل القولون و المستقيم أو جزء منه فقط.

– حتى الآن يعد سبب هذا الالتهاب غير معروف.

– يعتقد البعض أنه مرتبط بالمناعة أو بعض الجراثيم مثل البكتيريا و الفيروسات، و قد تكون للجينات دورا في حدوث هذا الالتهاب.

– يصيب هذا الالتهاب عادة من تقل أعمارهم عن 30 سنة، و لكن في بعض الأحيان يصيب كبار السن أيضا.

ما هي أعراض التهاب القولون التقرحي؟

– الأعراض الرئيسية هي التالية:

1- ألم في البطن و مغص.

2- إسهال.

3- نزيف من القولون.

4- قد يشعر بعض المرضى بانتفاخ في البطن أو ارتفاع في درجة الحرارة.

5- فقدان الشهية، وفقدان الوزن، أو فقر الدم.

– تزداد عادة هذه الأعراض و تخف مع الوقت، و قد تستمر لعدة أسابيع أو أشهر ثم تخف، و قد تزول لفترة من الزمن، لكنها عادة ما تعود للظهور من جديد بعد عدة أشهر أو سنوات، و قد يستمر الالتهاب لدى بعض المرضى بصورة دائمة و لا يتحسن لسنوات طويلة.

– قد يكون لدى البعض التهابات في أماكن أخرى من الجسم مصاحبة لالتهاب القولون، مثل:

أ- التهاب المفاصل؛ مما يؤدي إلى آلام مزمنة فيها.

ب- التهاب في العين.

ج- التهابات مزمنة في الكبد.

د- التهاب في الجلد.

من المعروف أن التهاب القولون التقرحي قد يؤدي إلى تكون سرطان في القولون، و هذا عادة يحصل كلما زادت شدة الالتهاب و كلما زادت مدته. فمثلا تكون احتمالية الإصابة بسرطان القولون من 10-20% تقريبا في المرضى الذين يستمر الالتهاب لديهم لمدة 10-20 سنة.

التشخيص

– إن أهم فحص يجب إجراؤه لتشخيص هذه الحالة هو تنظير القولون؛ و هذا يتم عن طريق إدخال أنبوب صغير في المستقيم و القولون، و تتم من خلاله رؤية الالتهاب و أخذ خزعة منه للتأكد من التشخيص، إذ توجد عدة التهابات أخرى في القولون قد تكون مشابهه له.

عادة يتم إجراء عدة فحوصات أخرى، مثل فحوصات البراز و فحوصات الدم، و يمكن عمل بعض الصور الشعاعية أيضا.

– على المرضى الذين يتعالجون من التهاب القولون التقرحي القيام بالفحوصات الدورية للتأكد من عدم حدوث سرطان في القولون، و إذا حدث ذلك لا سمح الله؛ يتم تشخيصه في مرحلة مبكرة حيث يكون قابلا للشفاء الكامل، و هذا الفحص يتم عادة عن طريق إجراء تنظير دوري للقولون.

علاج القولون التقرحي

1- يبدأ علاج هذا الالتهاب عادة عن طريق الأدوية.

أ- توجد عدة أنواع من الأدوية مثل Aminosalicylates Hydrocortisone و بعض الأدوية التي تؤثر على المناعة.

ب- توجد أيضا أدوية جديدة بيولوجية قد تفيد بعض المرضى، مثل Infliximab انفلكسيماب,اداليموماب Adalimumab.

تساعد كل هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب، و بالتالي تخفيف الأعراض.

– إن اختيار الدواء المناسب يعتمد على مرحلة و شدة الالتهاب، و لكن في معظم الأحيان تتحسن حالة المريض و يعود إلى حالته الطبيعية.

2- قد يلاحظ بعض المرضى أن الأعراض تزيد مع تناول بعض المأكولات، و في هذه الحالة يفيد الابتعاد عن تناول هذه المأكولات.

الحالات التي يتوجب فيها اللجوء إلى الجراحة:

1- عدم الاستجابة للأدوية؛ من المهم المعرفة أن الأدوية لها آثار جانبية على المدى البعيد، لذلك إذا كان الالتهاب لا يتحسن مع الأدوية لمدة طويلة، فقد يحتاج المريض إلى التوقف عن تناولها، و إجراء عملية تشفي الحالة.

2- في بعض الأحيان يكون الالتهاب شديدا جدا لدرجة أنه يؤدي إلى نزيف شديد أو انتفاخ القولون؛ مما قد يؤدي إلى انفجار القولون، في هذه الحالة يجب إجراء جراحة طارئة لاستئصال القولون و بالتالي إنقاذ حياة المريض.

3- يجب استئصال القولون كاملا لدى بعض المرضى الذين يستمر الالتهاب عندهم لمدة تزيد عن 10-20 سنة، خصوصا إذا كان الالتهاب شديدا، أما اذا كانت هناك بوادر تكون سرطان في القولون، و ذلك لمنع تكونه.

كما ذكرت سابقا فإن احتمال حدوث السرطان يزيد مع الوقت، في حالة كانت هناك حاجة للجراحة؛ فإنه يتم فيها استئصال كامل للجزء المصاب من المستقيم و القولون.

في السابق كان يتم عمل فتحة جانبية دائمة للإخراج بعد العملية، و لكن في الوقت الحاضر فإنه يمكن في معظم الأحيان تفادي هذه الفتحة، و عمل وصلة داخلية لتحاكي عمل المستقيم، و بذلك يستطيع المريض أن يقوم بالإخراج بصورة شبه طبيعية من فتحة الشرج، و لكن يجب عمل هذه العملية من قبل أخصائي جراحة لديه الخبرة الكافية في إجراء مثل هذه العمليات.

Comments

comments