دور الزنك في علاج اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط عند الأطفال

يعتبر الزنك عاملاً مساعداً أساسياً لأكثر من 100 إنزيم بما فيها الأنزيمات المعدنية و معقدات الإنزيمات المعدنية, و هي الإنزيمات الضرورية لاستقلاب السكريات و الحموض الدسمة و البروتينات و الحموض النووية.و هو عامل مهم لاستقلاب النواقل العصبية و البروستاغلاندينات و المحافظة على بنية و وظيفة الدماغ.

يعتبر الدوبامين من أكثر العوامل أهميةً في الفيزيولوجيا المرضية لاضطراب فرط النشاط, و إن هرمون الميلاتونين له دور هام في تنظيم الدوبامين. و بما أن الزنك يعتبر ضرورياً في استقلاب الميلاتونين, فإنه يمكن الافتراض بأن الزنك هو عامل مهم جداً في علاج اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط.

و من المعروف أن عوز بعض المعادن و الفيتامينات يرتبط مع اضطراب فرط الحركة. و تظهر الأبحاث الأولية عند البشر أن العديد من الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط  تكون مستويات الزنك لديهم أخفض من الاطفال الأصحاء.

إن استخدام كبريتات الزنك كمساعد للميتيل فينيدات له تأثير إيجابي في علاج اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط عند الاطفال, و هذا يشير إلى إمكانية ارتباط عوز الزنك مع الفيزيولوجيا المرضية لاضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط.

إن تركيز الزنك يمكن ان يشير فقط إلى بعض العوامل الأخرى ( مثل سوء التغذية ) و التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط, لكنه ليس عاملاً مسبّباً لهذا الاضطراب.

و لذلك فإن استخدام متممات الزنك للتغذية أو لعلاج اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط قد يكون ذو فائدة كبيرة للأطفال المصابين بهذا الاضطراب و الذين لديهم عوز أو انخفاض في المستويات البلازمية للزنك.

يحدث اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط في مختلف الحضارات, و غالباً قبل عمر الـ 7 سنوات. و عند الأطفال دون الخامسة من العمر يكون من الصعب الحصول على تشخيص دقيق لأن سلوكهم يكون متقلّباً أكثر من الأطفال الأكبر سناً. و إن اضطراب فرط النشاط يلاحظ غالباً في الأعمار الصغيرة  مثل الطفولة و المراهقة. و إن أغلبية الصفات الرئيسية تكون أقل وضوحاً أو تُفقَد تماماً عند سن البلوغ.

كان يطلق على هذا الاضطراب في الستينات بـ “خلل وظيفي دماغي بسيط” و كان ينتج في غالبية الأحيان كنتيجة لصدمة رأس أو انخفاض الوزن عند الولادة. و لاحقاً تحوّل المصطلح إلى تفاعل فرط النشاط عند الأطفال. و تقدر الدراسات الأخيرة انتشاره إلى 3 من أصل 10 أطفال مفرطي النشاط, و هناك بيانات تشير إلى أن 4%  من الأطفال يبدون الصورة الكاملة للمرض.

ينتشر هذا المرض عند الفتيات أكثر من الفتيان, و قد يكون السبب أن الفتيات يُظهرن أولاً اضطرابات الانتباه و المشاكل الإدراكية ( التركيز, الذاكرة, التفكير) وتكون أعراض السلوك العدواني و الاندفاعي أقل لديهن, و لذلك يحال الفتيان بشكل اكبر للفحص.

هناك العديد من النظريات حول الأصل المحتمل لاضطراب فرط النشاط, إحدى تلك النظريات و أكثرها دراسةً هي تلك المتعلقة بدور الدوبامين و التي يدعمها نتائج معالجة هؤلاء الأطفال باستخدام منبهات مستقبلات الدوبامين مثل الميتيل فينيدات و الأمفيتامين.

الدراسات الحديثة لا تهمل تأثير تناول الأم للمضافات الغذائية و استهلاك الكحول و التدخين أثناء الحمل, و تلوث التربة, و انخفاض الوزن عند الولادة.

إن الزنك هو تميم أنزيمي لأنزيم delta-6 desaturase الضروري لاصطناع الحموض الدسمة طويلة السلسلة متعددة عدم الإشباع و هي حمض اللينوليك و حمض اللينولينيك, و التي تشكل غشاء الخلية العصبية.

تشير الدراسات إلى إمكانية ارتباط عوز الزنك بالفيزيولوجيا المرضية لاضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط.

عند الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط مع عوز أو انخفاض في مستويات الزنك البلازمية, يكون استخدام الزنك كمكمل غذائي أو لعلاج الاضطراب ذو فائدة كبيرة.

و قد أظهرت دراسة لعلاج اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط  باستخدام كبريتات الزنك إضافةً للميتيل فينيدات تأثيراً مفيداً لمكملات الزنك في علاج الاطفال المصابين بهذا الاضطراب.

كانت جرعة كبريتات الزنك المستخدمة 55 ملغ / يوم, و هي تكافئ 15 ملغ من الزنك. يؤكد التّحسن المكتسَب باستخدام الزنك دور عوز الزنك في الفيزيولوجيا المرضية لاضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط. و تبقى هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد الجرعة الصحيحة و الفعالة من الزنك.

Comments

comments