إن الظاهرة الأكثر انتشارًا عند الأطفال فيما يتعلق بالجهاز الهضمي هي الإمساك، وهي تؤثر على جوانب عديدة في حياة الطفل وعائلته، إذ تصاب الأم بالحيرة في التعامل مع هذه المشكلة، وخاصة إذا كان الطفل في الأشهر الأولى من عمره، لذلك يجب التطرق لهذه الظاهرة بمنتهى الجدية سواء على المستوى العلاجي أو على المستوى الوقائي.
ما هو الإمساك؟
هو حدوث صعوبة في طرح البراز، حيث يكون قوامه قاسيًا، وعدد مرات التبرز قليلة، ولكن تختلف أنماط حركة الأمعاء لدى الأطفال الرضع، وقد يتغير شكل البراز من يوم لآخر، فلا يعتبر الطفل مصابًا بالإمساك إلا عندما لا يتبرز بعد مرور 48 ساعة على آخر مرة من التبرز (للأطفال بعمر دون السنة)، أو عندما يتبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع (للأطفال بعمر فوق السنة).
ما الأعراض التي قد ترافق الإمساك؟
قد يكون الإمساك معزولًا كعرَض وحيد، وعندها غالبًا ما يكون بسبب أخطاء في التغذية أو قلة الحركة، وقد يترافق بألم مصاحب لعملية التبرز، تشقق الشرج، وقد يشاهد وجود الدم في البراز، ويمكن ملاحظة بعض الأعراض التي قد تظهر على الرضيع مثل البكاء، تطبل البطن، وفي بعض الحالات يصحبها فقد الشهية.
ما أسباب الإصابة بالإمساك عند الأطفال؟
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالإمساك، أشيعها عدم تناول الطفل لنمط غذائي جيد، فنوعية الغذاء الذي يتناوله والذي يكون خاليًا من الألياف والسوائل، أو أي تغيير في نوعية الحليب، والذي قد يكون غير ملائم للطفل هي سبب من أسباب الإمساك، وقد يكون السبب إصابة الطفل بحساسية تجاه طعام معين.
وقد يصاب الطفل بالإمساك أيضًا نتيجة تناوله بعض الأدوية، كأدوية السعال أو مضادات الإسهال.
ويمكن أن يكون السبب هو تغير الظروف المحيطة بالطفل، فحتى الرضيع يتأثر بالشدة النفسية وعلاقته مع أمه.
وقد تكون بعض الأسباب متعلقة بالطفل نفسه كخوفه أو قلقه من أمر ما، أو نتيجة خشية استعماله للمرحاض خاصة في المراحل الأولى من تعليمه هذا الأمر.
وفي حالات قليلة يكون الإمساك بسبب وجود مشاكل صحية أو تشوهات خلقية في الجهاز الهضمي عند الرضيع، كانسداد الأمعاء أو داء هيرشبرينغ أو تشوه وتضيق الشرج.
وقد يكون الإمساك أحد أعراض قصور الدرق أو بعض الأمراض الاستقلابية عند الرضيع.
وفي حالات خاصة يحدث الإمساك بسبب عدم الحركة، نتيجة الإصابة بالشلل الدماغي أو ضمور العضلات أو غيرها من الأمراض المقعدة.
ما الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب عند وجود واحد أو أكثر من الأعراض التالية: ألم بطني، تراجع في شهية الطفل، وجود غثيان أو إقياء، عدم زيادة وزن الرضيع، حدوث الإمساك عند الطفل حديث الولادة خلال الشهر الأول من العمر.
ويجب مراجعة الطبيب فورًا وبشكل إسعافي: عند ترافق الإمساك بألم بطني شديد مع إقياء (قد يكون انسداد أمعاء)، أو عند ترافقه بتطبل بطن عند حديث الولادة.
كيف يعالج الإمساك عند الأطفال؟
بإعطاء الطفل كميات مناسبة من السوائل يوميًا، فالرضع بعمر أصغر من أربعة أشهر يجب زيادة عدد مرات الرضاعة لهم، وإذا كانوا يستخدمون الزجاجة فيمكن إضافة كمية قليلة من السكر لكل وجبة، وفي أيام الحر الشديد يمكن إعطاء كميات من الماء بين الرضعات. أما الرضع الأكبر من ذلك فيجب إعطاؤهم وجبات من الخضار المشكلة، إضافة إلى عصير الفواكه (المشمش والخوخ…).
وبالنسبة للرضع الذين يعتمدون في تغذيتهم على الحليب الصناعي فيجب استشارة الطبيب حول نوع الحليب الصناعي المقدم لهم.
ويجب زيادة كميات الألياف التي يتناولها الطفل يوميًا، بالإكثار من الخضراوات والفواكه، كالملوخية والبازلاء والإجاص والمشمش والخوخ، والتخفيف من الأطعمة التي تزيد الإمساك كالبطاطا والرز والمعجنات والتفاح والموز.
يمكن تجريب تمسيد بطن الرضيع وتحريك قدميه بشكل دائري، كما هي حركة ركوب الدراجة، عدة مرات في اليوم مما ينشط الأمعاء ويساعد الطفل على التبرز، ويجب تشجيع الأطفال الأكبر على المشي والركض والرياضة والحركة.
يمكن استخدام بعض العلاجات الدوائية الآمنة مثل شراب سكر اللاكتولوز يوميًا أو تحاميل غليسيرين عند اللزوم (عدم التبرز لمدة ثلاثة أيام).
وفي حال كان الإمساك ناجمًا عن أمراض أخرى فيجب علاج تلك الأمراض، ويتم التداخل الجراحي عند وجود عيوب خلقية في الأمعاء أو الشرج.